تشكّل التكية السليمانية مجمعاً روحانيّاً وخدميّاً شُيِّد بين 1554 – 1559م بأمر السلطان سليمان القانوني على بقايا «القصر الأبلق» المملوكي، بتصميمٍ يُنسب للمعماري العثماني سنان. يحتلّ المجمع مساحة 11 ألف م² على ضفاف بردى، ويتألف من مسجدٍ بقبتين تؤطّرهما مأذنتان رشيقتان، وخانقاه، وأفران وحجرات إطعام للحجاج المتوجهين إلى الحرمَيْن. يعتمد التخطيط على باحتين، كبرى للمصلّين وصغرى للدراويش، فيما يكشف الحجر الكلسي الأبيض مدموجاً بالبازلت الأسود عن البصمة العثمانية المتأصلة. تحوّل جزء من التكية إلى «سوق المهن اليدوية» الذي ينعش الحرف التقليدية كالزخرفة الخشبية والتطريز الدمشقي؛ ما جعل الموقع مركزاً اقتصاديّاً حيّاً يدمج الوظيفة الروحية بالابتكار الحرفي.
