أنشأ الوليد بن عبد الملك نواة الجامع على أنقاض كاتدرائيّة بيزنطيّة، فجعل منه مركزاً لنشر التوحيد في شمال الشام.
في العصر السلجوقي استُبدلت الأعمدة الخشبيّة بأخرى بازلتيّة سوداء وأُضيفت مئذنة شاهقة بطول 45 م بزخرفة هندسيّة فريدة تحاكي فنّ الموصل.
في عام 1090م أمر حاكم حلب رضوان السلجوقي بتوسيع الأروقة وترصيع المحاريب بالصدف والعاج، وأدخل البلاط الملوّن ليعكس نور باحةٍ رخاميّةٍ تبرّد صيف حلب القائظ، ظلّ المسجد محوراً علميّاً؛ خرّج القرطبي والنووي وتلاميذَ لا يُحصَون.
حُوصر الجامع 2012م واحترق سوقُ المدينة الملاصق له، ثم انهارت المئذنة بقصف 2013م فبانت فراغاً مفجعاً في أفق حلب.
أعادت المديريّة العامّة للآثار مع مهندسين تشيكيّين ترقيم 2350 حجرَ أساسٍ حجريّ واستبدلت القطع المفقودة بحجر شيحاني مكافئ، لتُرفع المئذنة مجدّداً في أكتوبر 2023.
يشرح المسار التوجيهي الجديد للزوّار الهندسة الصوتيّة للأروقة التي تُضخّم الأذان، فيما تعيد حدائق الزيتون حول الصحن ربط المكان ببيئة الفرات الخصبة.
