بُنيت الحلاوية أصلاً ككاتدرائية رومانية تخليداً للإمبراطورة هيلانة، والدة قسطنطين، التي يُقال إنّها أحضرت خشبة الصليب المقدس إلى حلب. تحولت أثناء الفتوحات إلى مسجد صغير، وفي عام 1124م، أمر نور الدين زنكي بتحويل الصحن والمذبح إلى مدرسة فقه شافعي عُرفت بـ(المدرسة الحلاوية) نسبةً إلى بانيها القاضي الحلاوي.
تنتصب اليوم أعمدة رخامية رومانية ترفع قناطر صليبية تعلوها طبقة ملاط كلسي رقيق، فيما يجاورها محراب أيوبي مزين بزخارف أفنان الرمان تعكس توظيفاً فنياً مشتركاً بين المسيحية المبكرة والإسلام الوسيط، كما تظلل فناء المدرسة شجرة تين عتيقة تستند جذوعها إلى مجرى ماء أرضي كان يمد الكنيسة الأصلية.
رمم المشروع السوري‑الألماني عام 2005م الجدران باستخدام حقن جير مرن وأعاد تثبيت الأعمدة بأطواق رصاصية لا تشوّه المنظر.
المدرسة اليوم مركز بحث للمخطوطات؛ قاعة خلفية تعرض رقوقاً سريانية وعربية كتبت في حلب، فيما يقدم المرشدون شرحاً حياً لطريقة قلب البناء جزءاً جزءاً من صليب إلى محراب دون تدمير النقوش الأصلية.
تجربة الواقع المعزز تُظهر للزائر هذا التحول الطبقي عبر خمسة أطوار زمنية، ما يرسخ فهماً فريداً للتعايش الثقافي الحلبي ونموذجية في الشرق المتوسط.





