يُعتبر برج ساعة باب الفرج من أبرز المعالم التاريخية والمعمارية في مدينة حلب، ويجسد رمز الحداثة التي أدخلها العثمانيون في أواخر القرن التاسع عشر. يقع البرج في ساحة باب الفرج، على أنقاض قسطل السلطان، بالقرب من المكتبة الوطنية.
صمّم البرج المهندس المعماري الفرنسي شارل شارتييه بالتعاون مع المهندس السوري بكر صدقي، وبدأت عملية البناء عام 1898م (1316هـ) في عهد الوالي العثماني رائف باشا، واكتمل في 1899م (1317هـ). يبلغ ارتفاع البرج حوالي 28 متراً، وبلغت تكلفة بنائه نحو 1500 ليرة عثمانية ذهبية، جمع نصفها من تبرعات الأهالي والنصف الآخر من صندوق البلدية.
تم تدشين البرج عام 1900م بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتولي السلطان عبد الحميد الثاني العرش. يتميز البرج بطراز معماري عثماني أصيل، مع واجهات مزينة بزخارف المقرنصات التقليدية، وتصميمه يشبه المآذن الإسلامية القديمة.
تم تزويد البرج بساعة ميكانيكية يُعتقد أنها أُحضرت من بريطانيا، وكانت تُستخدم لتنظيم الوقت في المدينة، مما يجعله من أوائل الساعات العامة في حلب.
تعرض البرج لأضرار خلال الحرب السورية، خاصة في عام 2013 حين تحطّم زجاج الساعة. خضع البرج لعملية ترميم عام 2019، شملت إصلاح آلية الساعة وإعادة ضبطها وفق التوقيت المحلي.