بيت البارودي

uc-508.jpeg

دمشق

بيت البارودي

بيوت أثرية

يقع البيت في مدينة دمشق -خارج السور- في منطقة قنوات زقاق تحت القناطر الذي كان يطلق عليه حي الذوات. وهو من أهم البيوت الدمشقية خارج السور، لعل تاريخ بنائه يعود إلى بدايات القرن 13هـ/19م. تعود تسمية البيت إلى أسرة البارودي التي ترجع بنسبها إلى الشيخ ضاهر العمر والي عكا الذي أعلن ثورة على الحكم العثماني في فلسطين، وبعد إخفاق ثورته سنة 1189هـ/1775م انتقلت أسرته للعيش في مدينة دمشق، وبرز منها حفيده الذي حمل لقب «البارودي» لأنه كان مديراً لأحد معامل البارود. في بدايات القرن 13هـ/19م قام حفيده محمد بيك بن حسن آغا ببناء البيت في حي القنوات، وسكنه من بعده ابنه ثم حفيده محمد فخري البارودي الذي كان شاعراً وزعيماً وطنياً وشعبياً كبيراً، وُلِد في دمشق سنة 1304هـ/1887م، وقاوم الفرنسيِّين بلسانه وسلاحه؛ فاعتقلوه مرات عدة كانت إحداها السبب في اندلاع إضراب الستين يوماً في دمشق سنة 1355هـ/1936م.يقسم بيت البارودي إلى قسمين شمالي وجنوبي،القسم الشمالي، يضم جناحي الاستقبال (السلاملك) والخدمة (الخدملك)، ويتألف من طابقين، أرضي يتضمن ثماني غرف؛ وأول يتضمن نحو تسعة فراغات بين غرف وقاعات، ولا يحتوي على قبو أو غرفة علوية (طيارة). يطل على جادة الشاذبكية من خلال واجهة مميزة تظهر فيها القاعة في مستوى الطابق الأول المتأثرة بالطراز الأوربي. كما تتضمن الواجهة مدخلين، شرقي؛ يؤدي إلى قسم الخدملك الذي يتضمن فسحة سماوية صغيرة، وشمالي؛ وهو المدخل الفخم لجناح السلاملك ضمن إطار من الحجر المزي، يتضمن باباً خشبياً ذا ساكف حجري مستوٍ مع حنيات جانبية، تؤطره من الأعلى قوس حجرية صماء، ومن الجانبين فرق في مستويات الواجهة يخلق ما يشبه الأعمدة الجانبية ضمن الجدار ترتكز عليها القوس، وقد زينت المسافة الفاصلة بين القوس والساكف بتكوين زخرفي نحتي من الرخام، يتضمن عناصر نباتية تحيط بكتاب مفتوح.يؤدي هذا المدخل إلى ردهة تتصل ببهو مستطيل الشكل فُتِح في جداره الجنوبي باب يؤدي إلى إحدى قاعات الطابق الأرضي، كما يحوي جداره الغربي باباً يؤدي إلى الفسحة السماوية، وهي ذات شكل مستطيل تتوسطها بركة ماء كبيرة بيضوية الشكل من الحجر المزي. أما أرضيتها فهي مرصوفة بالحجر المزي والبازلتي. أما الواجهات الداخلية للفسحة السماوية فقد كسيت بالحجر البازلتي الأسود والخشب، تطل الغرف من خلال هذه الواجهات على الفسحة السماوية بنوافذ معقودة في كلا الطابقين، وتعلو النوافذ في الطابق الأرضي فتحات بيضوية الشكل. ويجري الدخول إلى القاعة الرئيسية من الضلع الجنوبية للفسحة السماوية من خلال باب خشبي ذي مصراعين بحشوات رخامية، وتتميز القاعة بعناصرها الفنية المكونة من السقف المستعار الخشبي ذي الحشوات والأفاريز، والمنفذ على الطراز الأوربي، والرسومات الجدارية التي تغطي الجدران كافة باستثناء الجدار الشمالي الذي يتضمن النوافذ المطلة على الفسحة. كما تتضمن القاعة عناصر نحتية من الرخام الأبيض كالبركة التي تتوسطها، والعنصر الجداري المكوَّن من مرآة مع طاولة جدارية، وأرضية القاعة من الرخام الأبيض المائل إلى الزرقة، تتوسطها تكوينات هندسية من الرخام المشقف متعدد الألوان. ويتضمن الطابق الأول عدة غرف ذات مظهر متأثر بالطراز الأوربي، وأهم هذه الغرف تلك التي تقع في الزاوية الشمالية الشرقية فوق المدخل الرئيسي.القسم الجنوبي (الحرملك)، وهو القسم الرئيسي والأكبر من البيت، ويتميز الحرملك باتساع فسحته واحتوائه على إيوان، إضافة إلى مدخله الجنوبي من خلال درج صاعد ثم نازل إلى فسحة بسيطة يجري من خلالها الدخول لهذا القسم عبر باب في الإيوان، وهذا أمر غير مألوف في البيوت الدمشقية؛ ممّا يشير إلى أن هذا المدخل قد لا يكون من أصل البناء. وكان مدخل الحرملك الوحيد من السلاملك؛ قبل أن يغلق هذا المنفذ عند فصل القسمين.

يتألف الحرملك من طابقين، أرضي يتضمن ثماني قاعات وأربع غرف وإيواناً ومطبخاً مع ملحقاته؛ وأول يتضمن ثماني قاعات وغرف، ولا يحتوي على قبو أو غرفة طيارة (علوية). يجري الدخول إليه من جادة القنوات الرئيسية من خلال درج يصعد من الجادة يتكون من سبع درجات، ثم النزول إلى ردهة خارجية يجري الدخول منها إلى البيت عبر بابين في طرفي الجدار الجنوبي للإيوان، كما تطل غرف العقار على هذه الردهة بعدة نوافذ في الطابقين الأرضي والأول.ويلاحظ منذ دخول الجناح غناه بالزخارف والتزيينات والتفاصيل المعمارية بشكل أكبر من القسم الشمالي، ويختلف عنه باستخدام الألوان بشكل أكبر داخل القاعات، وكذلك الفسحة السماوية. وسقف الإيوان مغطى بسقف مستعار من نوع الطوّان-أيْ الخشب المدهون- مزين برسومات وزخارف هندسية، وتغطي القوس عناصر نحتية غائرة ونافرة في الحجر. أما الجدران فتتضمن زخارف وعناصر نحتية جدارية. وأرضية الإيوان مزيّنة بلوحة بديعة من زخرفة هندسية دائرية متعددة العناصر من الرخام المشقف يؤطرها مربع شُغلت زاوياه بزخارف نباتية، ويتقدم التكوين شريط من زخارف هندسية متكررة من الرخام المشقف. ويقع على طرفي الإيوان قاعتان لكلٍّ منهما مدخل ذو باب خشبي، يؤطره ويعلوه عناصر زخرفية نحتية من الرخام الأبيض، وتتضمن القاعتان العديد من اللوحات الجدارية ذات مواضيع تشبه مواضيع اللوحات في القسم الشمالي، والتي تعبر عن الجسور والسفن البخارية، أو المناظر الطبيعية، أو مشاهد في مكة المكرمة والمدينة المنورة وإسطنبول، وغيرها من المواضيع. رُصِفت الفسحة السماوية بتكوينات من الحجر المزي والبازلتي، تتوسطها بركة مثمنة الشكل من الرخام، وبُنيت جدران الفسحة السماوية في الطابق الأرضي من الحجر الأبلق المزي والبازلتي. أما جدران الطابق الأول فبُنيت من الخشب. وتطل الغرف على الفسحة من خلال نوافذ معقودة في مستوى الطابقين.

القسم الجنوبي (الحرملك)، وهو القسم الرئيسي والأكبر من البيت، ويتميز الحرملك باتساع فسحته واحتوائه على إيوان، إضافة إلى مدخله الجنوبي من خلال درج صاعد ثم نازل إلى فسحة بسيطة يجري من خلالها الدخول لهذا القسم عبر باب في الإيوان، وهذا أمر غير مألوف في البيوت الدمشقية؛ ممّا يشير إلى أن هذا المدخل قد لا يكون من أصل البناء. وكان مدخل الحرملك الوحيد من السلاملك؛ قبل أن يغلق هذا المنفذ عند فصل القسمين.

يتألف الحرملك من طابقين، أرضي يتضمن ثماني قاعات وأربع غرف وإيواناً ومطبخاً مع ملحقاته؛ وأول يتضمن ثماني قاعات وغرف، ولا يحتوي على قبو أو غرفة طيارة (علوية). يجري الدخول إليه من جادة القنوات الرئيسية من خلال درج يصعد من الجادة يتكون من سبع درجات، ثم النزول إلى ردهة خارجية يجري الدخول منها إلى البيت عبر بابين في طرفي الجدار الجنوبي للإيوان، كما تطل غرف العقار على هذه الردهة بعدة نوافذ في الطابقين الأرضي والأول.

التفاصيل المميزة

يقسم بيت البارودي إلى قسمين شمالي وجنوبي،بركة الرخامية المثمنة في القسم الجنوبي ،الجدران فتتضمن زخارف وعناصر نحتية جدارية. وأرضية الإيوان مزيّنة بلوحة بديعة من زخرفة هندسية دائرية متعددة العناصر من الرخام المشقف يؤطرها مربع شُغلت زاوياه بزخارف نباتية، العصر المملوكي، 1865–1872م