في زقاقٍ ضيّق داخل السور الدمشقي يتربّع المنزل الذي وُلد فيه نزار قباني سنة 1923. البيتُ دمشقيّ أصيل من الحجر الأبلق يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، تتوسّط فناءه فسقية رخاميّة تحفّها أشجار النارنج والياسمين التي ستصبح لاحقاً استعاراتٍ ثابتة في شعره. تحافظ القاعات على أرضيّات الرخام المعرّق، والزجاج المعشَّق، وأسقف «الألاكلاك» الخشبيّة الملوّنة التي ألهمت قصيدة «خبز وحشيش وقمر». في إحدى الغرف خُطَّت مخطوطة ديوانه الأوّل «قالت لي السمراء» عام 1944، وما زالت آلة بيانو شقيقته وصال وشروحاتُه الهامشيّة بخطّه معروضة للزوّار.
تبدأ الزيارة بباب خشبي منخفض يفضي إلى دهليز الضيوف ومنه إلى الفناء الذي يتردّد فيه تسجيلٌ صوتي للشاعر وهو يقول، «من هذا البيت خرجتُ أحمل ياسمين دمشق إلى العالم».