يقع بيت غزالة في حي الجديدة بمدينة حلب، ويُعد من أبرز القصور التاريخية التي تجسد العمارة المدنية في العهد العثماني. شيد هذا القصر التاجر المسيحي الأرثوذكسي غزالة، الذي استقدم فنانين فارسيين لزخرفة القصر بأنماط فنية فريدة تُعرف بـ(القصّية)، وهي لوحات جصية ملونة بأكسيد يحتفظ ببهائها ولمعانه حتى اليوم.
يتألف البيت من عدة أفنية تحيط بها غرف مزخرفة بدقة، وتبرز من بين قاعاته “قاعة الخطبة” التي تتميز بنقوش شعرية بلغات عربية وتركية وفارسية، تتغنى بفضائل الضيافة وكرم الضيوف. كما كشفت الأساسات عن شاهدة عبرية، تعكس التسامح الديني والتعايش بين مختلف الطوائف في حي الجديدة.
في الفترة من 2007 إلى 2011، نفذت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية حملة ترميم واسعة، شملت تجديد اللوحات الزخرفية على يد حرفيين متخصصين من دمشق، إضافة إلى مسح عالي الدقة بالتعاون مع منظمة اليونسكو، بهدف حفظ ودراسة القصر وحمايته من المخاطر.
رغم تعرض بيت غزالة لأضرار خلال النزاع في سوريا، ومنها الزلازل التي ضربت المنطقة في فبراير 2023، إلا أنه خضع لأعمال ترميم مستمرة لتعزيز صموده وحفظه.
اليوم، يُعد بيت غزالة مركزاً ثقافياً حيوياً يعرض التراث الثقافي والتاريخي لمدينة حلب، مع خطط لتحويله إلى متحف يعكس روح التعايش والتسامح بين مختلف الطوائف في المدينة، مما يجعله رمزاً للوحدة والهوية الحلبية الأصيلة.