يُعتبر بيت الوكيل من المعالم المعمارية الفريدة في مدينة حلب القديمة، ويجسد نموذجاً أصيلاً للبيوت العربية الغنية التي تعود إلى العصر العثماني. بُني البيت في أوائل القرن السابع عشر، وتحديداً عام 1603م، كما تشير النقوش المنقوشة على الألواح الخشبية في قاعة الاستقبال.
كان المنزل ملكاً لعيسى بن بطرس، ويتألق بإيوان خشبي مزخرف يحمل آيات الكرسي وسط زخارف نباتية رائعة، ويعلوه سقف مدعوم بستة عشر دعامة خشبية تُعرف محلياً بـ(العروسة أو العربية)، التي تدعم العوارض وتحفظ استقرار البناء.
تنوعت استخدامات بيت الوكيل عبر الزمن؛ فقد كان مسكناً خاصاً، ثم تحوّل إلى دار للمسنين، ولاحقاً داراً للأيتام تحت إشراف طائفة الروم الأرثوذكس. وفي عام 1990م، خضع البيت لإعادة تأهيل ليصبح فندقاً بوتيكياً فريداً من نوعه، يضم خمس غرف تطل على بحرة رخامية وأشجار برتقال مُرّة مثمرة، تضفي أجواءً من الهدوء والجمال.
يتميز مطعم الفندق بتقديم أطباق محلية أصيلة مثل فتة المقادم، حيث يستمتع الضيوف بنكهات بهارات حلب العريقة، مستمتعين بتجربة ثقافية وطهيّة تُعيدهم إلى عبق التاريخ وجذور المطبخ الحلبي الأصيل.
