يقع البيمارستان النوري في قلب دمشق القديمة على بعد خطوات من سوق الحميدية، ويُعدّ شاهداً حيّاً على ريادة الطب الإسلامي في القرن السادس الهجري. بُنِي سنة 1154م بأمر السلطان نور الدين محمود زنكي ليقدّم رعاية مجانية للمرضى وتعليماً سريرياً للأطباء، ثم توسّع عام 1242م ليواكب ازدهار الحركة الطبية. مدخله الغني بالمقرنصات والحفر الهندسي يفضي إلى باحة رحبة تتوسطها بركة مستطيلة كانت تُستعمل لأغراض علاجية. القبة المقرنصة، وهي الأولى من نوعها في دمشق، تمثّل تزاوجاً فنيّاً بين العمارة السلجوقية والتأثيرات العراقية. تحوّل البيمارستان إلى متحف للطب العربي والإسلامي بعد ترميم شامل عام 1975، محافظاً على تجهيزات الجراحة والصيدلة التي استُخدمت عبر العصور. يندرج الموقع في قائمة التراث العالمي غير المعلنة لدمشق، ويستقطب الباحثين ومحبي السياحة الثقافية بفضل نقوشه التأسيسية التي تروي حكاية وقفٍ إنساني سابق لعصره
