يقع تل براك على ارتفاع 40 متراً فوق سهول الخابور، ويُظهر التاريخ الأثري أن الموقع بدأ كمستوطنة زراعية حوالي 4200 ق.م، قبل أن يتحول إلى مدينة مزدهرة في فجر السلالات. من أبرز معالمه معبد العيون البازلتية، حيث تم العثور على مئات التماثيل الصغيرة ذات العيون الواسعة التي تشير إلى طقوس عبادة جماعية غير معروفة.
تكشف التنقيبات في الطبقات العليا عن سور ترابي ضخم يمتد بقطر كيلومترين، إلى جانب حي صناعي يضم أفراناً لصناعة الفخار وأختاماً أُسطوانية تؤرخ تجارة العقيق والنحاس. بعد انهيار الدولة الأكدية، شهد التل فترة فراغ سياسي تلاه استيطان آشوري محدود.
وفي ستينيات القرن العشرين، كشفت البعثات البريطانية والأميركية عن شبكة شوارع منظمة بتخطيط شطرنجي ونظام تصريف حجري يعد من الأقدم في المنطقة. لكن للأسف، أدت عمليات التنقيب غير الشرعي خلال الحرب الأخيرة إلى تآكل الحافة الجنوبية للتل، مما جعله يصنَّف كموقع مدمر جزئياً.
وفي إطار جهود الحماية، يعمل مشروع tel Brak 2024على تدعيم المنحدرات بطبقات من الطين والقش، إضافةً إلى إطلاق مسار زيارة تعليمي يربط بوابات المدينة بالمعبد، مما يمنح الباحثين والسياح فرصة فريدة لاستكشاف تطور العمران قبل ظهور الكتابة في شمال سوريا.
