يعد تل صَكّر الأحيمر شاهداً على التحول التاريخي من جمع الثمار إلى الزراعة المنظمة، إذ تعود بدايات الاستيطان فيه إلى حوالي 9000 ق.م. كشفت البعثات الفرنسية عن أرضيات طينية مصقولة وجدرانٍ مزخرفة بالجص الأبيض، مما يعكس تطور أساليب البناء في تلك الفترة.
كما أظهرت التنقيبات وجود أفران خبز شبه كروية وسلال قشّية متكلّسة، مما يُثبت استخدام القمح المحلي في صناعة الخبز المسطّح، وهو دليل على التطور التدريجي في تقنيات الإنتاج الغذائي. ويظل الموقع محفوظاً تحت غطاء ترابي سميك، مما يساعد في حمايته من العوامل الطبيعية، ويستخدم اليوم كمختبر ميداني لدراسة البدايات الأولى للزراعة، حيث يوفر بيئة تعليمية لطلبة هذا المجال.