يقع جامع الأطروش في حي الأعاجم جنوب قلعة حلب، بالقرب من المدرسة السلطانية الظاهرية، في منطقة غنية بالمعالم التاريخية. بدأ بناء الجامع عام 801 هـ / 1399 م بأمر من الأمير المملوكي آقبغا الأطروشي، نائب السلطنة في حلب، لكنه توفي قبل إتمام البناء، فاستكمل المشروع خلفه دمرداش الناصري، الذي أنهى البناء عام 812 هـ / 1410 م.
يتميز الجامع بواجهته الغربية المزخرفة التي تتضمن مدخلاً مرتفعاً مزيناً بزخارف المقرنصات الإسلامية التقليدية. تقع المئذنة إلى يسار المدخل الرئيسي، وهي ذات شكل مثمن وتحتوي على شرفتين، وهو تصميم نادر في حلب. يحتوي الجامع على قاعة صلاة مقسمة إلى خمسة أقسام مقببة مدعومة بأربعة أعمدة كبيرة، بالإضافة إلى ضريح مغطى بقبة حجرية مزخرفة بالمقرنصات، ويعتقد أنه مكان دفن آقبغا الأطروشي.
خضع الجامع لعملية ترميم عام 1921 بعد أن تعرض لأضرار جراء زلزال عام 1882. خلال النزاع السوري، وتحديداً في عام 2014، تعرضت الأجزاء العلوية من المئذنة لأضرار جسيمة، لكن تمت إعادة بنائها لاحقاً مع الحفاظ على التصميم المعماري الأصلي.
يُعتبر جامع الأطروش من أروع نماذج العمارة المملوكية في حلب، ويعد أول جامع تم استكمال بنائه بعد الهجوم المغولي على المدينة عام 1400 م. تم إدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1986 كجزء من مدينة حلب القديمة.
