بُني جامع العادلية في العهد العثماني بين عامي 1550-1557م، وشيّده الوالي محمد باشا بن دوقه كين، ما يفسّر كونه شبيهاً بطراز المساجد العثمانية في تركيا. فهو يُعتبر ثاني أقدم مسجد بُني على الطراز التركي في مدينة حلب، ويقع على بُعد حوالي 200 متر جنوبي الجامع الكبير، وشمال غرب جامع السفاحية.
كانت منطقة المسجد تحت حكم المماليك ساحةً للتدريب، ثم شُيّدت فيها مبانٍ منها الجامع الذي يُقال أنّ سنان باشا، أحد كبار معماريي زمانه، ساهم في تصميمه. وتم توسيعه في منتصف القرن السادس عشر ليستقبل المزيد من المصلّين آنذاك.
يشبه الجامع في تصميمه جامع الخسروية (أو المدرسة الخسروية) إلى حد كبير، ففيه ممران غرباً وشرقاً يوصلان إلى الفناء المفتوح ذي النافورة. وعلى جنوب الفناء يوجد الرواق الكبير الذي تعلوه خمس قبب تدعمها الأقواس والأعمدة. أما مدخل قاعة الصلاة فتزيّنه قطع الحجر الأصفر والأسود والمقرنصات، وهو ذو قبة مركزية ضخمة ومحراب منفرد.
أما مئذنة الجامع الطويلة الوحيدة فهي على الجانب الشمالي الغربي منه، ويبلغ ارتفاعها 47 متراً.
يجدر بالذكر أن اسم الجامع “العادلية” اشتُقّ من العدل أو العدالة، لوجود محكمة العدل بجواره سابقاً، وليس نسبة إلى اسم شخص أو والي.
خلال الحرب السورية، تضرّر جامع العادلية وتهدّمت أجزاء منه كواجهته الشمالية ومئذنته، مما جعل المئذنة تخرج عن الخدمة إلى حين ترميمها.
وفي فبراير 2023م، تعرضت المئذنة لتصدعات إضافية نتيجة الزلزال، مما استدعى مزيداً من الاهتمام والترميم.
