يتموضع جامع تنكز على الضفة الغربيّة لنهر بانياس قبالة ساحة المرجة، وهو أيقونةٌ مملوكيّة بناها نائب السلطنة سيف الدين تنكز سنة 717هـ/1317م لتخدم حيّاً تجاريّاً نشِطاً خارج أسوار دمشق القديمة. يُبرز المدخل الغربي مقرنصاتٍ هرمية ومسطحاتٍ رخاميّة ملوّنة تُمهّد لصحنٍ مستطيل تزدهي وسطه نافورة وضوء، بينما تتربّع المئذنة الثُمانية على قاعدةٍ قصيرة وتنتقل من مربّع إلى مثمَّن بوساطة شرفات حجرية ناتئة، في أسلوبٍ يشهد على انتقال الحلول المعمارية من القاهرة إلى الشام. عرفت الدرويشية تحوّلاتٍ قاسية، فبين 1831 و1925 تحوّلت إلى ثكنة عسكرية إبّان حملة إبراهيم باشا ثم الحملة الفرنسية، فأصيب جزء من السقف بالحريق وما زالت آثار التدمير واضحة في الجناح الشمالي. إلا أنّ عمليات ترميم جزئية أعادت فتح بيت الصلاة عام 1937، ويمتدّ اليوم مشروعٌ أهليّ لترميم الواجهة الحجرية وإحياء الزخارف المقرنصة بدعم من مديرية الآثار. يلفت النظر قبر تنكز ذا الشاهدة الرخامية داخل حجرةٍ منفصلة، وقد زُيّن بإطار خطّي كوفيّ نادر. يشتهر الجامع كذلك بوجود ناعورتين خشبيّتين كانتا ترفعان المياه إلى حديقة وقفية مفقودة.
