يقع خان الجمرك في حي الجلوم، في سوق المدينة، خلف الجامع الأموي الكبير. بناه إبراهيم خان زادة سوكولو محمد باشا سنة 977هـ/1569م ضمن مجمع تجاري ليكون وقفاً إسلامياً يعود ريعه إلى الديار المقدسة (مكة المكرمة والمدينة المنورة). يُعتبر خان الجمرك أكبر الخانات في مدينة حلب، إذ تبلغ مساحته 6400م².
كان الخان مركزاً للفرنسيين والإنكليز والهولنديين يقيمون فيه، ويضم مقراً لقنصل الجالية. فيما بعد، أصبح المركز الرئيسي للصرافة وبيع الأقمشة بالجملة، وسمي بخان الجمرك ربما لتمركز رجال استيفاء الرسوم الجمركية فيه.
يضم المجمع 52 مخزناً أرضياً، و77 غرفة علوية ومسجداً. وعلى جانبي مدخله يقع سوق الجمرك (أو الهواء) الذي يضم 344 حانوتاً، ومنهلي ماء. بالإضافة إلى إسطبل وقيسارية تضم 23 مخزناً.
يتألف المسقط الأفقي للخان من مدخل يليها ردهة مسقوفة بقبة محمولة على الجدران، جُعلت مناطق انتقالها بالمثلثات الكروية. يليها على الطرفين سوق خان الجمرك، ويليه مدخل الخان الرئيسي الفخم، وهو مسقوف بقبة ترتفع فوق أربع أقواس كبيرة مدببة، والانتقال من الشكل المربع إلى الدائري يتم بالمقرنصات.
يلي ذلك ردهة تسقفها قبة متقاطعة لها مفتاح على شكل نجمة مثمنة داخلها مقرنصات ودلايات. من الردهة يتم الدخول إلى صحن الخان المربع الشكل، يتوسطه مسجد الخان، وعلى طرفي الردهة درجان يصعدان إلى الطابق العلوي الذي يضم محلات تجارية كثيرة.
فوق المدخل توجد قاعة فخمة أعدت لاستقبال التجار. عموماً، يتألف الخان من طابقين، أرضي وأول، تتوزع فيهما المحلات التجارية ذات المسقط المستطيل في صفوف موازية للأضلاع الأربع، حيث تطل بواجهاتها على الفناء الداخلي للخان، ويتقدم المحلات في الطابق العلوي رواق يحيط بالفناء.
خلال الحرب السورية، تعرض خان الجمرك لأضرار جسيمة، مما استدعى جهوداً كبيرة لترميمه. في عام 2017م، تم افتتاح سوق خان الجمرك الأثري بعد ترميمه، حيث أعيد افتتاح 100 من أصل 107 محلات تجارية، مع الحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للخان.
اليوم، يُعتبر خان الجمرك وجهة سياحية وتجارية هامة، يعرض فيه الحلي والأقمشة والسجاد والحقائب والحلويات والصابون الحلبي الطبيعي، مما يعكس غنى التراث التجاري والثقافي لمدينة حلب.








