يشكّل خان الشحّادين نموذجاً مصغّراً للخانات العثمانية في إدلب. كانت تضم آنذاك الخانات والأسواق لكل صنعة، إضافة للبيوت السكنية. لكن قسم التوسع العمراني الخان إلى نصفين. شُيِّد سنة 1555 بأمر الوالي محمد باشا لإيواء الحجاج الفقراء – ومن هنا جاء اسم الشحّادين – إضافة إلى استضافة القوافل التجارية الثقيلة.
يتوسط الخان فناء مرصوف بحجارة سوداء مستوردة من حارم، تفتح عليه حجرات منخفضة مغطاة بأقبية طولية. استُخدم الإيوانان المتقابلان في الواجهتين الشمالية والجنوبية مجالس لفقهاء كانوا يعظون المسافرين، وتحت عقودهما نقوش توريقية: آيات قرآنية بخط ثلث.
بعد بناء طريق أنطاكية الإسفلتي عام 1938، تقلصت الحركة، فتُرك الخان للانهيار التدريجي، وتضررت الزاوية الشمالية في قصف 2018، لكن الأحجار المقوسة احتفظت بأرقامها النقشية، ما يسهل إعادة تأهيلها.
