يُعتبر خان الصابون من أبرز المعالم التاريخية والصناعية في مدينة حلب، ويعكس تراثاً غنياً في صناعة صابون الغار التقليدي. يعود بناء الخان إلى القرن السابع عشر خلال الحقبة العثمانية، ويقع ضمن المدينة القديمة، بالقرب من السوق التاريخي الذي كان يُعد من أكبر الأسواق المسقوفة في العالم.
كان خان الصابون مركزاً تجارياً رئيسياً لصناعة وتوزيع الصابون الحلبي، الذي يُعتبر من أقدم أنواع الصابون الطبيعي في العالم. يُصنع هذا الصابون يدوياً باستخدام مكونات طبيعية مثل زيت الزيتون وزيت الغار، وهو يشكل جزءاً هاماً من التراث الصناعي والحرفي في حلب.
تعرض الخان لأضرار جسيمة خلال الحرب السورية، لكنه خضع لعملية ترميم شاملة، وأُعيد افتتاحه في أكتوبر 2020، ليعود للعمل مجدداً كمركز لصناعة وتجارة الصابون التقليدي.
دخل خان الصابون موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية كأقدم معمل لصناعة الصابون لا يزال يعمل حتى اليوم، وهو بذلك يشكل رمزاً للحفاظ على التراث الصناعي والتقليدي.
يمتاز الخان بواجهته المزينة بزخارف نباتية وهندسية فريدة، والتي صنفت كواحدة من أجمل واجهات الخانات في العمارة الإسلامية. كما تُعلق داخله ألواح خشبية على الجدران تضم أسماء العائلات التي مارست مهنة صناعة الصابون، ويعود تاريخ بعضها لأكثر من 800 عام. كان الخان يُستخدم أيضاً لتجفيف الصابون في الهواء الطلق قبل تعبئته وتصديره.