سوق القمح

uc-502.jpeg
uc-503.jpeg
uc-504.jpeg
uc-505.jpeg
uc-48

السويداء

سوق القمح

أسواق وخانات

في قلب مدينة السويداء القديمة، كان سوق القمح يشكّل نبض الحياة الاقتصادية للمدينة، ومكاناً أساسياً يربط الريف بالحضر، والمزارع بالتاجر، والبيت بالموسم. عرف السوق بهذا الاسم لكونه مركزاً رئيسياً لبيع القمح والحبوب التي ينتجها جبل العرب، حيث كانت القوافل تتقاطر إليه من مختلف القرى المحيطة، محمّلة بمحاصيل الصيف، ليتم بيعها أو مبادلتها بما تحتاجه البيوت.

كان السوق يمتد على مساحة بسيطة من المدينة القديمة، بمحاذاة أسواق أخرى مثل سوق اللحامين وسوق الحدادين، مما جعله جزءاً من شبكة اقتصادية متكاملة. وعلى الرغم من بساطته من حيث البنية العمرانية، حيث كان يضم مجموعة من الدكاكين الحجرية ذات الأسقف الخشبية، إلا أن دوره كان محورياً في تنظيم الأمن الغذائي المحلي، وفي تحديد أسعار القمح والشعير الموسمية.

تميّز السوق بعلاقته الوثيقة بالمجتمع، فلم يكن مجرّد نقطة بيع وشراء، بل مكاناً للقاءات اليومية، وتبادل الأخبار، وبناء الثقة بين المزارعين والتجار. وكان للموازين الحجرية والقبّانات حضور خاص فيه، كرمز للنزاهة والصدق، وهي من الأدوات التي كانت تُستخدم لقياس المحاصيل بدقة.

اليوم، لم يعد السوق بنفس النشاط والحيوية التي عُرف بها في السابق، فقد غيّرت التحولات الاقتصادية والتمدن ملامحه، واختفى كثير من تجاره القدامى. لكن رغم ذلك، لا تزال ذاكرة السوق حاضرة في أذهان الأهالي، ويرى كثيرون أن إحياءه أو توثيقه هو خطوة ضرورية للحفاظ على جزء مهم من التراث الشعبي للسويداء، والذي يعكس العلاقة العميقة بين الأرض والناس، وبين المواسم والذاكرة.

التفاصيل المميزة

يتميز السوق بتنوع محلاته ويعد من الأسواق الحيوية في المدينة