يقع فندق بارون التاريخي في قلب مدينة حلب، وتحديداً في حي العزيزية على شارع البارون بالقرب من المتحف الوطني.
يُعتبر هذا الفندق الأقدم في سوريا والمنطقة بأسرها، حيث افتُتح عام 1909م، وتوسّع لاحقاً بإضافة طابق ثانٍ عام 1911م وثالث عام 1940م.
تعود قصة فندق بارون إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما لاحظت إحدى أفراد عائلة مظلوميان الأرمنية، أثناء مرورها بحلب في طريقها إلى القدس، عدم ارتياح الأوروبيين للإقامة في الخانات التقليدية. فقررت العائلة بناء فندق حديث في حلب، فكان فندق (أرارات) هو باكورة أعمالهم في نهاية القرن التاسع عشر.
مؤخراً، قام الأخوان أونيغ وأرمنك مظلوميان بتوسيع أعمال العائلة من خلال إنشاء فندق بارون الجديد، الذي افتُتحت الطوابق الأولى منه ما بين عامي 1909–1911م.
يُعتبر فندق بارون أول فندق حديث بمعايير عصرية في سوريا، وقد استضاف عبر تاريخه الطويل العديد من الشخصيات الهامة والمشهورة على مستوى العالم، منهم:
تي. إي. لورنس (لورنس العرب) الذي أقام في الغرفة رقم 201، وأغاثا كريستي التي كتبت جزءاً من روايتها الشهيرة جريمة في قطار الشرق السريع في الغرفة رقم 203، والرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت، وأتاتورك، والليدي لويز ماونتباتن، وتشارلز ليندبيرغ، ويوري غاغارين، والجنرال الفرنسي هنري غورو، الذي سُمي الشارع باسمه لفترة قبل أن يُطلق عليه اسم شارع البارون بعد استقلال سوريا.
وقد ألقى جمال عبد الناصر خطاباً من إحدى شرفات الفندق عام 1958م.
مع كل ما تقدم، لم يكن فندق بارون مجرد مكان للإقامة، بل كان ملتقى ثقافياً واجتماعياً هاماً في حلب، وقد عاصر فترات الازدهار والصعوبات التي مرت بها المدينة.
وعلى الرغم من الأضرار الطفيفة التي لحقت بالفندق نتيجة الحرب في سورية، إلا أنه لا يزال قائماً.
كانت روبينا طاشجيان، زوجة آخر مدير للفندق من عائلة مظلوميان، هي آخر من تولى مسؤولية الحفاظ على هذا المعلم التاريخي.