تُشرف قلعة منبج على نهر الفرات من موقع مرتفع يبلغ حوالي 68 متراً فوق منسوب النهر، مما منحها أهمية استراتيجية كبيرة عبر العصور. كانت تُعتبر نقطة عبور رئيسية للقوافل والجيوش القادمة من العراق وبلاد الرافدين إلى حلب وبلاد الشام، وارتبطت تاريخياً بجسر منبج الشهير الذي كان يُستخدم لعبور نهر الفرات.
يُعتقد أن القلعة بُنيت في الأصل على موقع روماني قديم يُعرف باسم كايسيليانا. في القرن الثاني عشر الميلادي، قام نور الدين زنكي بتجديد القلعة، ثم أعاد تحصينها الملك الظاهر غازي، ابن صلاح الدين الأيوبي، الذي أضاف إليها عناصر معمارية دفاعية مميزة.
مكونات القلعة
الطابق السفلي: يضم المستودعات وأبراج الدفاع والصهاريج والممرات السرية.
الطابق الأرضي: يحتوي على قصر الإمارة مع ملحقاته، بما في ذلك الحمام والفرن ومجمع المياه.
الطابق العلوي: يضم مبنى القيادة والمسجد.
تتميز القلعة بخندق محفور في الصخر يحيط بها، بعرض يتراوح بين 8 و9 أمتار وعمق يصل إلى 7 أمتار، مما زاد من قدرتها الدفاعية.
تقع القلعة حالياً على حافة بحيرة تشكلت خلف سد تشرين على نهر الفرات. ورغم تعرضها لأضرار خلال النزاع السوري، إلا أنها ما زالت تحتفظ بجزء كبير من بنيتها الأصلية، وتُعتبر من أبرز المعالم الأثرية في المنطقة.
