تقع كنيسة القديسة كاترينا اللاتينية في حي الجديدة بالقرب من بوابة الياسمين في مدينة حلب، وهي واحدة من أبرز المعالم المعمارية والدينية في المدينة. تعد الكنيسة مركزاً روحياً وثقافياً هاماً للمجتمع الكاثوليكي، حيث تجمع بين التراث الديني والتاريخي والفني.
تم تصميم الكنيسة على يد المعماري الإيطالي ماريو غابرييلي، الذي اختار الطراز القوطي الجديد ليبرز الجمال والفخامة في واجهتها. تزين الواجهة الحجر الرملي المزخرف، مع العقود المدببة والنوافذ الزجاجية الملونة (الفيتراي) التي تحكي مشاهد من حياة القديسة كاترينا، مما يضفي على المكان لمسة فنية وروحية فريدة. ويعلو البرج الرئيسي للكنيسة صليب حديدي تم استيراده خصيصاً من مدينة تورينو الإيطالية، ويرتفع البرج إلى ارتفاع 24 متراً ليكون رمزاً بارزاً في أفق الحي.
تمثل الكنيسة أيضاً مركز جوقة “السلام”، التي تقدم تراتيل بلغات متعددة تشمل اللاتينية والعربية، مما يعكس التنوع الثقافي والديني الغني في مدينة حلب.
وخلال سنوات الحرب، لعبت الكنيسة دوراً إنسانياً مهماً بتحولها إلى مركز إغاثة، حيث قدمت الدعم والمساعدة للنازحين والمحتاجين، ما جعلها ملاذاً للسلام والأمل.
في عام 2019، خضعت الكنيسة لعملية ترميم شملت إصلاح الأضرار الطفيفة التي تعرضت لها أثناء النزاع، كما تم تركيب نظام صوتي حديث يتيح بث التراتيل الموسيقية إلى الساحة الخارجية، مضيفاً بعداً روحانياً وموسيقياً يعزز من تجربة الزائرين ويعمق حضور الكنيسة في قلب المجتمع.