متحف السويداء الوطني

uc-536.jpeg
uc-537.jpeg
uc-538.jpeg
uc-539.jpeg
uc-540.jpeg

السويداء

متحف السويداء الوطني

متاحف ومكاتب

في قلب مدينة السويداء، وعلى مقربة من الساحات التاريخية والأسواق القديمة، ينهض المتحف الوطني كمنارة ثقافية تحفظ ذاكرة المكان، وتقدّم للزائر سرداً حيّاً لمراحل حضارية تعاقبت على هذه الأرض منذ آلاف السنين. افتُتح المتحف رسمياً في منتصف القرن العشرين، ليكون بوابةً معرفية مفتوحة على تاريخ جبل العرب، وموئلاً للقطع الأثرية النادرة التي اكتُشفت في أرجاء المحافظة، من شهبا وقنوات إلى عتيل وسيع وصلخد.

المتحف مبني من الحجر البازلتي المحلي، بطابع معماري بسيط يتناغم مع النسيج التاريخي للمدينة. يضم في قاعاته مجموعة متميزة من القطع التي تعود للعصور النبطية، والرومانية، والبيزنطية، والإسلامية، وأبرزها التماثيل والمنحوتات البازلتية الضخمة التي تصور الآلهة، والأباطرة، والمحاربين، إضافة إلى مجموعة من التوابيت، والنقوش الجنائزية، والعملات المعدنية، والأواني الفخارية والزجاجية.

واحدة من أهم قاعات المتحف مخصصة لمدينة شهبا الفيلبية، وتعرض فيها لوحات فسيفساء شهيرة مثل لوحة أيروس والنفس والفرقة الموسيقية، وهي من روائع الفن الكلاسيكي السوري. كذلك يضم المتحف جناحاً للتقاليد الشعبية والحياة اليومية، يعرض أدوات الزراعة، واللباس التقليدي، والحِرَف التي كانت سائدة في المنطقة.

يلعب المتحف دوراً ثقافياً وتعليمياً، حيث يستقبل الزوار، والطلبة، والباحثين، ويُعدّ مرجعاً بصرياً وموضوعياً لفهم تطور المجتمعات في الجنوب السوري، وخصوصاً في السويداء التي كانت دائماً ملتقىً للحضارات.

توثيق المتحف الوطني في السويداء هو توثيق لذاكرةٍ جماعية تمثلت في الحجر، والزخرفة، والكلمة المنقوشة. إنه ليس مجرد مبنى يحتوي آثاراً، بل سردٌ مستمر لهوية المكان، وانعكاس لروح مجتمع حافظ على تراثه في وجه النسيان. إنه أحد كنوز سورية الحية التي يجب صونها، ورعايتها، والافتخار بها.

التفاصيل المميزة

المبنى مكسو بالحجر البازلتي المحلي، مما يعكس الطبيعة البركانية للمنطقة، تبلغ مساحة المتحف الإجمالية 4,650 مترًا مربعًا، ويشمل طابقًا سفليًا وطابقين علويين، تُضاء القاعة المركزية طبيعيًا من خلال قبة من الألياف الزجاجية.