تتناثر أطلال البارة عبر سفوح جبل الزاوية كأكبر المدن الميتة السورية. تأسست على يد مُلّاك ريفيين في القرن الخامس الميلادي، بعد استقرار بيزنطي في المنطقة. يتميز موقعها الاستراتيجي كونه الطريق الوحيد بين أفاميا وأنطاكية، وقد استُغلّ وفرة منابع الماء والحجر الكلسي لبناء معاصر زيت ضخمة تتألف من حجر رحى وأحواض تجميع، مما جعل زيت البارة مطلوباً في أنطاكية.
اشتهرت قرية البارة بزخارفها الغنية التي تزيّن الكنائس والبيوت والمعاصر والمدافن. قُسّمت القرية إلى حي جنوبي وحي غربي، حيث يحتوي الحي الجنوبي على العديد من المدافن التي تعود إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين. أما الحي الغربي، فيضم منازل فخمة مكوّنة من طابقين بالإضافة إلى خمس كنائس، أكبرها البازيليك الشمالية (الحصن) التي بُنيت على أنقاض معبد وثني يعود إلى القرن الرابع الميلادي، كما بُنيت العديد من الأديرة.
يُعتبر قصر الموزاييك من أشهر معالم البارة، إذ تزدان أرضيته برسوم عنقودية تمثل دِمنة الخصب، إلى جانب ثلاثة أضرحة هرمية تحمل نقوشاً يونانية تشير إلى مكانة النخبة الزراعية في المنطقة.
