تقع قلعة سمعان في محافظة حلب بالقرب من دارة عزة.
في الأصل، كانت كنيسة بدأ العمل في بنائها عام 476م وأُنجزت في عام 490م، أي استمر بناؤها حوالي أربعة عشر عاماً. تعتبر هذه الكنيسة من الإنجازات المعمارية الرائعة التي حققها الإمبراطور زينون في عهده، حيث أنفق عليها أموالاً كثيرة.
تم بناء الكنيسة على شكل صليب يتوسطه العمود الذي كان يعيش فوقه القديس سمعان، ومن هنا جاء لقبها “العمودي”. في نهاية القرن الخامس، أُقيمت بعض الأبنية حول الكنيسة لخدمتها، ومن أهمها بناء المعمودية وبعض المنازل التي كانت سكناً للرهبان وطلاب العلم.
في الفترة بين 526-528م، والتي سبقت زلزالاً مدمّراً ضرب سوريا، تطورت المنشآت المحيطة بالكنيسة ونمت. تسبب الزلزال بأضرار كبيرة في المدن الهامة كحلب وأنطاكية وسلوقيا، وأحدث أضراراً بالغة في كنيسة سمعان الكبرى.
عندما حرر العرب المسلمون المنطقة، أبقوا الكنيسة الكبرى والدير بيد المؤمنين المسيحيين وفقاً لتقاليدهم التي ترتكز على التسامح الديني. لكن مع ضعف الدولة العربية الإسلامية، تمكن البيزنطيون من العودة إلى السيطرة على كنيسة سمعان وحصنوها، فتحولت إلى قلعة منيعة تُعرف باسم “قلعة سمعان”.
بقيت القلعة بيد البيزنطيين قرابة القرن، وكانت حصناً منيعا أمام حدود إمارة حلب الحمدانية. خلال هذه الفترة، رُصفت أرضية الكنيسة بالفسيفساء وأُجريت بعض الترميمات، كما تشير الكتابة الموجودة على الفسيفساء التي اكتُشفت في أرضية الكنيسة إلى أن الإمبراطور باسيل الثاني (976-1026م) وأخاه قسطنطين الثامن (976-1028م) قاما برصف الكنيسة بالفسيفساء وإجراء إضافات وإصلاحات.
في عام 986م، تمكن الأمير الحمداني سعد الدولة ابن سيف الدولة من استعادة قلعة سمعان بعد حصار استمر ثلاثة أيام. وفي عام 1017م، نجح الفاطميون الذين سيطروا على شمال سوريا وقتذاك في السيطرة على القلعة بعد جهد كبير.
بعد هذا التاريخ، فقدت القلعة أهميتها العسكرية وبدأت تهجر تدريجياً إلى أن قامت السلطات الأثرية بإفراغها والاعتناء بها.