بُني بيت أجقباش عام 1757م (1170 هـ) على يد التاجر الأرمني المعروف بـ(قره علي)، الذي نال لقبه “علي الأسود” بسبب سمرة بشرته. لاحقاً، انتقل البيت إلى ملكية التاجر التركي (أجقباش)، الذي يُقال إنه كان أول من رفع عمامته عن رأسه، ومن هنا جاء اسم البيت الذي يعني بالعربية “الرأس المكشوف”.
يتميز بيت أجقباش بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الطراز العثماني الأصيل والتأثيرات الغربية الرائعة، حيث تزين الواجهة الخارجية نقوش حجرية دقيقة ونوافذ مزينة بزجاج ملون (فيتراي) يعكس أشعة الشمس بألوان دافئة تحيط بالمكان بأجواء ساحرة. من الداخل، يحتضن البيت باحة مركزية تحيط بها الغرف، إضافة إلى إيوان مزخرف يطل على الفناء، مما يعكس ذوق ورفاهية سكانه السابقين.
بعد أن تنقل البيت بين عدة عائلات، تحول في الوقت الحاضر إلى متحف يُعرف بـ”متحف التقاليد الشعبية”، حيث يضم مجموعة مميزة من القطع التراثية التي تجسد الحياة اليومية والتقاليد الشعبية في مدينة حلب. هذا المتحف هو وجهة بارزة للسياح والباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي والحضاري.
على الرغم من تعرض البيت لبعض الأضرار نتيجة النزاع في سوريا خلال السنوات الماضية، فقد تم ترميم الأجزاء المتضررة، إلا أن هناك مناطق ما زالت بحاجة إلى صيانة مستمرة للحفاظ على هذا المعلم التاريخي المهم.
