هو معلم تاريخي بارز في مدينة حلب، ويُعد من أرقى الأمثلة على العمارة السكنية العثمانية في القرن السادس عشر. بُني القصر في حي البندرة بالقرب من باب النصر، وكان ملكاً لحسين باشا جان بولاد، وهو أمير كردي من عائلة جنبلاط. يتميز القصر بفناء مرصوف رخاماً أبلق تحوطه باكيتات زهرية، يحتوي على أكبر إيوان في حلب، مزين بزخارف قاشانية بينما تزيّن البحرة المورقة مركزه على شكل ورقة غار مفرّغة. يتقدّم الإيوانَ «شرف» خشبي مدهش بزخارف مورّقة وقناطر عريضة تحجب إطلالة نساء القصر. سقف القاعة العليا من نمط «ألفتو» حُفر وحُفّر ثم لُوّن بالذهب واللازَوَرْد وأُدرج فيه بيتٌ من شعر الصفيّ الحلبي عن الغرابة واللقاء. بقي البيت مأهولاً بأحفاد العائلة حتى أربعينيات القرن 20 ثم تأجّر قنصليّةً، فحُفظت أثاثاته الأصليّة: خزائن صدفية، مرايا دمشقية، وطاولة نقش عاج. رممت مديرية الآثار عام 2007 السقف ومنعته من التقوّس بتعليق كابلات فولاذ خفيّة، وعالجت أرضية الرخام بكمادات كلسيّة للإفراج عن أملاح باطنة. اليوم يُشغِّل القصر «صالون جنبلاط للموسيقا»؛ ظهر الخميس يستضيف عازفي عود وقانون يؤدّون قدوداً حلبيّة بينما يُوضَّح للزوّار كيف يخلق سقف الخشب تجاوباً صوتياً بطول 1.4 ثانية يجعل الآلات الشرقية أكثر دفئاً. جولةُ الواقع المُعزَّز تُظهر مراحل نحت الزخارف الخشبية، من إخراج النموذج الورقي (الكروكي) إلى التطعيم باللؤلؤ ونقش البيتين الشعريين. القصر اليوم نُـزُل تراثيّ صغير؛ غرفُهُ الخمس تحتفظ بالأبواب الأصليّة وأقفال القرن 17، وتُقدَّم للضيوف أطباق “فطيرة البزق” وشراب العرق الأخضر في طقسٍ يُعيد ألق لقاءات التجّار والظرفاء.
