تُمثل المدرسة الكاملية نموذجاً رفيعاً للعمارة الأيوبية في القرن الثالث عشر الميلادي (625-634هـ). بَنتها فاطمة خاتون ابنة الملك الكامل وزوجة الملك محمد العزيز، وقد سُميت نسبةً لأبيها. تقع خارج أسوار حلب القديمة على بعد 300 متر من باب المقام، وتتميز بطرازها المعماري الفريد رغم غياب اللوحة الكتابية على مدخلها، والتي يُعتقد أن وفاة الملك محمد العزيز حال دون إكمالها. تبلغ مساحة المدرسة 800 متر مربع، بُنيت على شكل مستطيل يضم باحة مربعة تتوسطها بركة ماء. يُزين مدخلها المقرنصات الفريدة، وتتألف من إيوان رئيسي يحتوي على محراب، وثلاثة أروقة (جنوبي، شرقي، وغربي) تحيط بها غرف متعددة كانت تُستخدم لإيواء طلاب العلم وعابري السبيل، حيث كانت تقدم الطعام والشراب. تشتهر المدرسة بقبابها الحجرية المميزة، وقد خضعت لترميم أولي عام 2010. تحافظ اليوم على دورها العلمي والديني كمعهد لتحفيظ القرآن الكريم، مما يجعلها شاهداً حياً على الإرث الحضاري والتعليمي لحلب




