يمتدّ سوق الحميديّة من باب النصر عند قلعة دمشق إلى بوّابة الجامع الأموي، متبعاً مسار الشارع الروماني القديم على طول 600 متر. شيّد الوالي عبد الحميد باشا السوق سنة 1780 وجُدِّد بعد حريق 1884 بقبو حديدي أسطواني سمّي تكريماً للسلطان عبد الحميد الثاني؛ ما تزال ثقوب رصاص المدفعية الفرنسية إبّان ثورة 1925 واضحة في ألواح السقف المثقوبة التي تسمح بمرور خيوط ضوء فضيّة على البضائع.
يضمّ السوق اليوم أكثر من 600 متجر تتدرّج من النسيج الدمشقي والنحاس المطروق إلى أحدث الأزياء، فيما تقود الأزقة الجانبيّة إلى خانات مملوكيّة وحمّامات عثمانيّة. تحت القبو المرقط بالثقوب يبلغ المشهد ذروته أمام «بوظة بكداش» التي تقدّم القشطة والفستق منذ 1895، ولا يكاد زائر يغادر دون تذوّقها.