في حيّ الصالحيّة، شمال سور دمشق، يقف بيمارستان القيمري شاهداً على تطوّر الطبّ الإسلامي في القرن السابع الهجري. أنشأه الأمير سيف الدين القيمري بين 1248 – 1258 م لتأمين علاج مجاني لأبناء الضاحية الآخذة بالتمدّد. يلفت الزائرَ مدخلٌ بديع من الحجر الأبلق تتدلّى داخله مقرنصاتٌ عميقة، قبل أن ينفتح المبنى على صحنٍ تتوسطه فسقية رخاميّة كانت تُبرَّد فيها الأدوية وتُستخدم للعلاج بالماء. صُمِّمت القاعتان الرئيسيتان بقبتين خفيضتين لتأمين تهوية مستمرة وحرارة متوازنة، بينما جُهّز الطابق العلوي لحفظ المخطوطات الطبية وتدريس الطلبة على يد الجرّاحين. نسبة المساحة المخصصة للمرضى إلى مساحات التدريس تكشف وعياً مبكراً بفكرة «المشفى التعليمي» التي سبقت الجامعات الأوروبية بقرون.
